قد تنتهي داعش فى ليبيا، ولكن سيعود تنظيم القاعدة إلى الظهور مرة أخرى، إلى الساحة بعد أن تلاشي نفوذه وسيطرته من وقت ظهور تنظيم الدولة الإسلامية .
الحرب أوشكت على الانتهاء، والإعلان عن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شمال أفريقيا باتت قريبة، لكن الجماهيرية الليبية لن تصبح خالية من الدواعش ، رغم المحاولات المستمرة للقوات النظامية، في سرت وبنغازي وغيرها من المناطق المشتعلة.
سقوط داعش ( ليبيا)
هناك محاولات مستمرة وبيانات متكررة تؤكد قرب القضاء على التنظيم، لكن الأمر يثير تساؤلات حول تأخر الإعلان عن عملية التحرير، والقضاء على فلول التنظيم، إلا أن الإجابة كانت لدى غرفة عمليات البنيان المرصوص، التي بدأت حربها على التنظيم في الأشهر الثلاث الماضية، وكانت أن التنظيم يتحصن بالمدنيين والأطفال.
وأن التنظيم بات محاصرًا في حيز جغرافي صغير بمنطقة “الجيزة البحرية” المطلة على البحر الأبيض المتوسط، مشيرة أن هناك تجد صعوبة في التعامل البري مع الدواعش، الذين تمكنوا من تفخيخ كافة مداخل الحي الأخير في المدينة.
التنظيم الإرهابي اعتمد استراتيجية “الالتفات” في البحث عن مناطق جديدة لتكون حاضنة لعناصره الهاربيين من “سرت” قبل الاقتحام البري للمدينة، ومازال يواصل مزاعمه بالبقاء وأنه متواجد وبقوة حيث تم تعيين “جلال الدين التونسي” أميرا للتنظيم.
من هو أمير سرت الجديد ؟
يعتبر “جلال الدين” أمير سرت الجديد، من مدينة “مساكن” التابعة لمحافظة “سوسة” التونسية، وكان على تواصل مع عناصر كتيبة عقبة بن نافع الارهابية منذ 2012، وقد كان وراء اقناع بعضهم بالانشقاق من الكتيبة والالتحاق بداعش.
عودة تنظيم القاعدة
قد تنتهي داعش فى ليبيا، ولكن سيعود تنظيم القاعدة إلى الظهور مرة أخرى، إلى الساحة بعد أن تلاشي نفوذه وسيطرته من وقت ظهور تنظيم الدولة الإسلامية .
البداية للعودة مرة أخرى كانت في الحرب التي تمكن فيها من هزيمة داعش وطرده من بنغازي ودرنة، في بداية العام الجاري، لكن اختفى مرة أخرى، وعاد للظهور بعد الضربات الموجعة لداعش واقتراب هزيمته.
تنظيم القاعدة التابع لأيمن الظواهري، أمير التنظيم، أعلن عن تواجده مرة أخرى، في تسجيل صوتي لزعيم التنظيم في بلاد المغرب، أبو مصعب عبد الودود، زعيم قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي، والذي أكد في كلمته التي بثتها مواقع خاصة بالتنظيم.
حملت الكلمة عنوان “بنغازي و معركة الصبر”، في إشارة إلى أن التنظيم باق في ليبيا وفي بنغازي وعلى كافة أنصاره الهجرة إلى الجماهيرية لمناصرة التنظيم في معاركه ضد قوات المشير خليفة حفتر، بحسب ما تضمنه الخطاب.
“بنغازي” المدينة الواقعة في الشمال الشرقي للجماهيرية، يسيطر عليها ما يسمى بتنظيم شورى مجاهدي درنة، الأمر الذي دفع قوات المشير خليفه حفتر إلى مواصلة ضرباتها لعناصر التنظيم في المدينة.
هناك دلالات واضحة من ظهور القاعدة مرة أخرى، وهي أن التنظيم يبحث عن معركته الخاصة في ليبيا بعد اقتراب سقوط سرت، التي كان يسيطر عليها داعش، وجاء اختياره لمدينة “بنغازي” لعدة اعتبارات أهمها تواجد القواعد المتحالفين مع ميليشيات أخرى في هذه المدينة، بخلاف القيمة الرمزية للمدينة عند التنظيم، بخلاف أن هناك محاولات استمالة القبائل الليبية و ادخالها في هذه المعركة تحت عناوين الشرف، وهذا امتداد لمنهج القاعدة و لتوصيات أيمن الظواهري بعد 2011 ، حول الحاضنة الشعبية .
دعوة القاعدة للجهاد والنفير في المدينة، للوقوف ضد ضربات حفتر، ستكون سببا في بدأ موسم جديد لهجرة أنصار من تونس و الجزائر في اتجاه ليبيا استجابة لدعوة النفير تلك، وعند الحديث عن تونس، فلا بد من ذكر أنصار الشريعة وكتيبة عقبة بن نافع .
في حال نجحت قوات حفتر في هزيمة تلك العناصر، التي أعلنت حرب البقاء في ليبيا، فإن ذلك سيدفع عناصره إلى فتح جبهات جديدة في الجنوب الليبي إن لم يكن في دول أخرى أيضًا في الجنوب.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *