تنتشر الجمعيات والمنتديات المدعومة إيرانيا في العديد من البلدان الإفريقية، وهى جمعيات متعددة ومتنوعة، ومهتمة بنشر الفكر الشيعي، هذا بالإضافة إلى المدارس والمراكز والمساجد أو الحسينيات التي تخدم نشر أنماط السلوك والفكر الشيعي.
لم تتوانَ محاولات الدولة الإيرانية عن نشر التشيع في دول إفريقيا، خاصة في الغرب والجنوب منها، ظنًّا منها أن تلك المناطق تعانى من الأفكار السلفية المتطرفة، وهو ما اتخذته فرصة لنشر التشيع بحجة الإسلام الوسطى.
البداية الفعلية للتغلغل الشيعي في إفريقيا، كانت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك في إطار استراتيجية تتميز بالتنوع وأبعاد عدة، سياسية واقتصادية وثقافية ودينية، وتنوعت بين القوة الناعمة بواسطة الإعلام والثقافة، إلى جانب المساعدات التنموية والتمدد للمنظمات الشيعية إفريقيا، والقوة الصلبة عبر السياسة والاقتصاد، من خلال الغاز والبترول.
تحت مظلة «الأخوة الإسلامية، ومحبة آل البيت، ومقاومة ظلم الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة)»، دخلت إيران إلى القارة الإفريقية طامحة إلى توسيع دائرة توغلها، من خلال اللعب على مشاعر الشعوب الإفريقية المسلمة وتعلقها بالرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.
واستغلت طهران التصوف وشيوخ الطرق لبلوغ أهدافها في استغلال الثروات، وتعظيم النفوذ، وزيادة الأصوات المدافعة عن نظامها وسياساتها في المنظمات والمحافل الدولية، وأنفقت في سبيل هذا مليارات الدولارات.
تنتشر الجمعيات والمنتديات المدعومة إيرانيا في العديد من البلدان الإفريقية، وهى جمعيات متعددة ومتنوعة، ومهتمة بنشر الفكر الشيعي، هذا بالإضافة إلى المدارس والمراكز والمساجد أو الحسينيات التي تخدم نشر أنماط السلوك والفكر الشيعي.
وأطلقت هذه المنظمة ميليشيات عسكرية، معروفة باسم «حزب الله النيجيري»، إحدى أذرع طهران في غرب القارة الإفريقية، وفى عام 2014 دخلت هذه الميليشيا مواجهة مع الجيش النيجيري سقط فيها عشرات القتلى من الجانبين.
وكشف شيعة السودان عن وجودهم منذ 2009 عندما أقاموا لأول مرة، وبصفة علنية، عيد ميلاد المهدى فى ضاحية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، وقال بعض المصادر إن عددهم يتجاوز 700 ألف من أتباع الأمامية الاثني عشرية، ووصل المد إلى غينيا بيساو وزامبيا وليزوتو وسيشال وسوازيلاند، والرأس الأخضر، التي شهدت تأسيس مجمع شباب أهل البيت، وفى إريتريا، اعتنق ربع مسلميها المذهب الشيعي، متخذين لهم تجمعات سكانية كبيرة فى العاصمة أسمرا ومصوع وعصب وبعض المدن الأخرى.
الأمر كان في الخفاء، لكن أطلقت الدولة الخامنئية، أكبر مشاريعها لنشر التشيع في ثلاثين دولة إفريقية، تحت عنوان «الدعوة والترويج ونشر التشيع»، والتعريف بالإمام المهدى ورسالته في تلك الدول، وحضره المئات من المعممين الأفارقة، في مدينة «قم» الإيرانية، أكبر مراكز نشر التشيع في العالم.
في بداية الشهر الماضي تم الإعلان عن رابطة شيعية رسمية تجمع ما يزيد على 10 ملايين شيعي، في تلك الدول، حسب إحصاءات مجمع آل البيت التابع للمرشد الأعلى في إيران، حملت اسم «عموم إفريقيا لآل البيت»، أسسها زعماء الحوزات الشيعية فى إفريقيا، الأسبوع الماضي، وتم الإعلان عن بدء أنشطتها من قلب العاصمة السنغالية «داكار»، وهو ما يعد فتيلًا للفتنة فى قلب القارة السمراء، برئاسة شريف أمبالو أبو جعفر الأمين العام لرابطة عموم إفريقيا لآل البيت.
وانتخبت الجمعية التأسيسية لرابطة عموم إفريقيا لآل البيت، بكار ولد بكار، زعيم شيعة موريتانيا رئيسًا لها، ومحمد على يوسف الجروتى، من إثيوبيا نائبًا للرئيس مكلفًا بالمنطقة الشمالية، والشيخ آدامو قاسيسو من الموزمبيق نائبًا للرئيس مكلفًا بالمنطقة الشرقية، بينما انتخبت الشيخ محمد تاحايبو من جنوب إفريقيا نائبًا للرئيس مكلفًا بالمنطقة الجنوبية، والشيخ عبد الله عادل أنتولولو، من الكونغو برازافيل نائبًا للرئيس مكلفًا بالمنطقة الوسطى، وانتخب إمام عبدول الناظر دمبا، من ساحل العاج نائبًا للرئيس مكلفًا بالمنطقة الغربية، كما انتخب جواد شيبو، من النيجر أمينًا مكلفًا بالمالية.
وحسب إحصاء الشيعة العام الذى نفذه عام 2008، مجمع آل البيت التابع للمرشد الأعلى فى إيران، فإن عدد الشيعة فى غرب إفريقيا يقدر بنحو 7 ملايين شخص.
ويقدر هذا الإحصاء عدد الشيعة فى مالي وهى دولة سنية بالأساس، بنحو 120 ألف متشيع.
وفى السنغال وهى أحد أهم مراكز النفوذ الإيراني فى غرب إفريقيا، يبلغ عدد السكان نحو 12 مليون نسمة، بينهم أكثر من نصف مليون شيعي (5٪) وذلك وفقًا لإحصاء المجمع العالمي لآل البيت.
أما غينيا بيساو، وهى أيضًا من دول غرب إفريقيا، فيبلغ عدد المسلمين فيها 680 ألف نسمة، بينهم نحو 6800 شيعي (أقل من 1٪)، كما تتراوح أعداد الشيعة فى زامبيا وليسوتو وسوازيلاند وسيشل والرأس الأخضر ما بين 1 و2٪ من السكان.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *