ترامب يعيد خريطة التحالفات في القرن الأفريقي: ماذا نحن فاعلون؟

ترامب يعيد خريطة التحالفات في القرن الأفريقي: ماذا نحن فاعلون؟

هل يكمل ترامب ما فشل فيه أوباما ليشعل مزيدا من الحروب في القرن الأفريقي ؟ وماذا نحن فاعلون في ظل هذه التحولات وتغيير خريطة التحالفات الاستراتيجية؟

ثمة عدد من المؤشرات المهمة على وجود تحولات في السياسة الأمريكية تجاه القرن الأفريقي وذلك على النحو التالي
أولا: قيام وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بزيارة منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا “لإعادة تأكيد التحالفات العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة” والتعامل مع الشركاء الاستراتيجيين. ” حيث زار ماتيس جيبوتي فقط والتي تحتفظ فيها بلاده بأكبر قاعدة عسكرية في أفريقيا على الاطلاق. واللافت للانتباه أن إثيوبيا كانت غائبة تماما عن هذا التحرك الجديد. إذ لم تصدر تصريحات علنية من إدارة ترامب في عام 2017، حول الدور الأثيوبي في مكافحة الإرهاب. ولم يتم ذكر اثيوبيا كحليف أو “شريك استراتيجي “، كما لا توجد أية إشارة على إعادة فتح قاعدة الطائرات بدون طيار الأمريكية، التي أغلقت في يناير 2016، وهي تستخدم لمراقبة والهجوم على حركة الشباب.

ثانيا: كثفت الولايات المتحدة ضغوطها العسكرية على حركة الشباب الصومالية التي تمتلك علاقات بتنظيم القاعدة.وقد أمرالرئيس ترامب مؤخرا بشن ضربات جوية ضد حركة الشباب، ووافق على اقتراح لوزارة الدفاع “بتوفير أسلحة إضافية دقيقة” لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقوات الأمن الصومالية. كما أعلنت القيادة العسكرية الامريكية لأفريقيا / افريكوم أن وحدة من الفرقة 101 المحمولة جوا قد تم نشرها في الصومال وهى الأولى منذ عام 1994 لمساعدة الحكومة الصومالية بدعم لوجستى وتدريبى. لاحظ مقتل أحد الجنود الأمريكيين واصابة آخرين في هجوم على حركة الشباب بالأمس.

2016-10-14T005030Z_1782803871_S1BEUGVGXAAF_RTRMADP_3_USA-ELECTION-TRUMP

ثالثا: في يناير2017، أبدى النظام الإثيوبي قلقه العميق إزاء التغييرات المحتملة في السياسة الأمريكية في ظل إدارة ترامب من خلال التعاقد مع شركة سي غي آر للعلاقات الحكومية في واشنطن بتكلفة قدرها 150 ألف دولار شهريا (بكلفة إجمالية تقدر بنحو 1،8 مليون دولار). طبعا الهدف هو ممارسة الضغط على ادارة ترامب لصالح أثيوبيا.

رابعا: أحد الأسئلة الأربعة التي طرحها فريق ترامب الانتقالي على وزارة الخارجية الأمريكية في يناير الماضي، كان ينص على: “نحن نقاتل حركة الشباب منذ عقد من الزمن، لماذا لم ننجح؟” .عندما قامت أثيوبيا بغزو الصومال في 2006، أعلن رئيس الوزراء الراحل ميليس زيناوي أن ” الأمر يمكن أن يستغرق أسبوعا أو أسبوعين كحد أقصى” للقضاء على الإسلاميين “، والبقاء هناك لبضعة أيام لمساعدة الحكومة الانتقالية في الحفاظ على الاستقرار ثم نسحب قواتنا “.وعوضا عن ذلك فقد سقط حكم المحاكم الاسلامية ليحل محله حركة الشباب المجاهدين الأكثر تطرفا. وقد اضطرت القوات الإثيوبية لمغادرة الصومال في عام 2009، وتركت جزءا كبيرا وراءها في أيدي حركة الشباب وغيرها من الحركات الجهادية المسلحة.

هل يكمل ترامب ما فشل فيه أوباما ليشعل مزيدا من الحروب في القرن الأفريقي ؟ وماذا نحن فاعلون في ظل هذه التحولات وتغيير خريطة التحالفات الاستراتيجية؟

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *

أحدث الموضوعات

الكتاب الاكثر تفاعلا

الموضوعات الاكثر تعليقا

فيديوهات مميزة