كتب : محمد جلال علي من هي الكانم؟ : سلطنة الكانم هي دولة إسلامية قديمة نمت في شرقي بحيرة تشاد وهي الدولة التي عرفت فيما بعد “بدولة البرنو” عندما انتقلت إلى غربي بحيرة تشاد. وتعتبر أكبر دولة نشأت في منطقة المراعي بين نهري النيجر والنيل. ولقد ضمن لها موقعها الجغرافي الممتاز مصدرًا مهمًا من مصادر
كتب : محمد جلال علي
سلطنة الكانم هي دولة إسلامية قديمة نمت في شرقي بحيرة تشاد وهي الدولة التي عرفت فيما بعد “بدولة البرنو” عندما انتقلت إلى غربي بحيرة تشاد. وتعتبر أكبر دولة نشأت في منطقة المراعي بين نهري النيجر والنيل. ولقد ضمن لها موقعها الجغرافي الممتاز مصدرًا مهمًا من مصادر الثراء.
ويرجع أصل الشعب في هذه الدولة إلى الهجرات المختلفة لقدماء البربر وعرب الزغاوة الذين هاجروا من شمال أفريقيا لغربها. وتسمى أيضاً بمملكة الكانم أو المملكة السيفية نسبة إلى “سيف بن ذي يزن الحميري” جدّ حكام هذه المملكة. وعاصمتها تسمى “نجيمي” وتدين السلطنة بدين الإسلام وعاشت السلطنة لحوالي 680 عاماً منذ عام 700 إلى 1387 ميلادياً. وقد اشتهرت هذه الدولة في التاريخ الإسلامي الحديث بكثرة ما خلفته للمكتبة العربية من مصنفات في شتّى فنون العلوم الإسلامية.
إنتشار الدولة :
وانتشرت هذه الدولة وتمددت في مساحات للبلدان المعروفة حالياً بإسم “ليبيا وتشاد ونيجيريا” ، فشملت مناطق نفوذها وسيطرتها معظم تشاد وأجزاء من جنوب ليبيا وشمال شرق نيجيريا وشرق النيجر وشمال الكاميرون ، حتى ملأت شهرتها جميع المساحات الشاسعة ما بين نهري النيل والنيجر. وليس هذا فقط بل تعدت هذه الشهرة حدود القارة الأفريقية إلى العالم الإسلامي فكانت هناك علاقات مرتبطة بين دولة الكانم وكلاً من مصر وشمالي أفريقيا.
وبسبب تلك الصلات القوية بالعالم الإسلامي قام حكام هذه المملكة بتأسيس “مدرسة ابن رشيق” لتعليم الطلاب الوافدين إلى مصر. كما وتعتبر اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة في معاملاتها كالتعليم والمعاملات التجارية.
الأصل والنشأة :
بدأت إمبراطورية كانم في التشكل في العام 700 ميلاديًا تحت اسم قبيلة بدوية تسمى “الكانمبو” من التبو أجبرت بعضاً منها على النزوح إلى الجنوب الغربي باتجاه الأراضي الخصبة حول بحيرة تشاد وذلك نتيجة للضغط السياسي والجفاف في بيئتهم السابقة. وكانت تضم هذه المنطقة بعض الدول المدنية المستقلة المحاطة بأسوار المنتمية إلى حضارة “ساو”.
وكان أول ملك من بني سيف (البرنو) يحكم بأرض كانم هو المعروف بإسم دوجو أو دوجووا ، أي الآمر بلسان أهل كانم ويقال إن اسمه الحقيقي هو “محمد الآمر”. وتحت قيادة أسرة دوجووا سيطرت الكانمبو على مدينة “ساو” في نهاية المطاف بعد اكتساب الكثير من عاداتها ، واستمرت الحرب بين البلدين حتى أواخر القرن السادس عشر. وكانت تقع دولة الكانم في الطرف الجنوبي من طريق التجارة الصحراوي بين طرابلس ومنطقة بحيرة تشاد. وحين أسست الكانمبو عاصمة تقريباً في عام 700 ميلادي كانت قد تخلت عن أسلوب حياتها البدوية ، وكانت العاصمة تسمى ” نجيمي” وتعني “الجنوب” في لغة الكانمبو. وكان أول ملك شرعي “ماي” من ملوك الكانمبو معروفاً بإسم “سيف سياف”.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *