في أبريل 1974 قام الجيش البرتغالي بثورة ناجحة في بلاده ضد الحكم الديكتاتوري. فقامت الحكومة البرتغالية الجديدة بانهاء المستعمرات البرتغالية بما فيها ساو تومي وبرينسيب. وتم نقل السلطة من المستعمر البرتغالي إلى حركة تحرير ساو تومي وبرينسيب
كتب : محمد جلال علي
يوافق اليوم 12 يوليو الذكرى السنوية لعيد الاستقلال في دولة (ساوتومي وبرينسيب ) ، حيث حصلت الدولة على استقلاها من الاحتلال البرتغالى في يوليو 1975.
تعتبر دولة (ساوتومي وبرينسيب) دولة إفريقية تتكون من جزيرتين يقعان في خليج غينيا و يمر منهما خط الاستواء ، وتقدر مساحة الدولة 1000 كم مربع، بينما يصل عدد السكان إلى 210 آلف نسمة طبقا لأخر الاحصائيات المنشورة ، وتبعد الجزيرتان قرابة 240 كم من الساحل الإفريقي الغربي , تعتبر جزيرة ساتومي هى الجزيرة الاكبر فى الدولة حيث تبلغ مساحتها 85 % من مساحة الدولة أى حوالي 859 كم مربع , وتتميز بمنظرها الخلاب حيث تنتشر فيها الجبال وتنمو علي الجبال العديد من الاشجار و النباتات مما يجعلها جبال أدغالية كثيفة، بينما الجزيرة الثانية و هى حزيرة برنسيب تبلغ مساحتها 14 % من مساحة الدولة أى 142 كم مربع وتتكون فى اغلبها من جبال وعرة ذات صخور حادة قطعية .
أما التقسيم الإدارى فتنقسم دولة (ساوتومي وبرينسيب) إلى محافظتين هما محافظة ساوتومي ووتألف من 6 مقاطعات ومحافظة برينسيبو تتألف من مقاطع.ة واحدة . أى أن الدولة عبارة عن محافظتين يحتيويان 7 مقاطعات (أحياء ) .
الاستعمار البرتغالى :
يرجع اكتشاف الجزيرتين إلى الملاحين البرتغاليين فى عام 1471،و صعر الاكتشاف الاوروبى لأفريقيا , و قد كانت الجزيرتين قبل اكتشافهما غير مأهولتين بالسكان، وبدأت أول محاولة استيطانية ناجحة في الجزيرة الاكبر (ساتومي) في 1493 من جانب شخص برتغالى يدعى ( ألفارو كامينه ) ، حيث حصل على هذه الجزيرة كمنحة من ولي العهد البرتغالى فى ذلك الوقت ، وتم نفى العناصر المشاغبة مثل قطاع الطرق و السراق و المجرمين إليها من البرتغال ، وأصبحت ساتومي منذ ذلك الوقت أحدى المستعمرات البرتغالية التى تخضع لسلطة ولى العهد البرتغالى ثم تلتها برنسيب .
الزراعة
تشتهر البلاد بالزراعة خاصة( قصب السكر) ؛ و يرجع ذلك لوجود تربة بركانية تساعد على ذلك ، وكانت الجزيرتين من أهم منتجي السكر فى القرن ال17 بعد استقدام عمال السخرة للعمل فى مستوطنات البرتغاليين ، لكن مع الوقت تدهور إنتاج السكر وتم ادخال زراعات جديدة أخرى مثل زراعة الكاكاو والبن، ومنذ عام 1908 تعتبر الدولة من أكبر البلاد المنتجة للكاكاو في العالم وحتى الآن.
الحصول على الاستقلال .
في بداية الخمسينات من القرن العشرين و تحديدا فى عام 1952 تكونت حركة تحرير من بعض المنفين إلى خارج البلاد و تطالب هذه الحركة بالاستقلال عن البرتغال حيث اشتهر فى هذه الفترة اشتعال حركات التحرر و الاستقلال فى افريقيا . و نتيجة لذلك قام ملاك الأراضي البرتغاليين بإخماد الاضطرابات العمالية و المظاهرات وقتل المئات من المزارعين .
وظل الوضع تحت السيطرة البرتغالية حتى أبريل 1974 حيث قام الجيش البرتغالي بثورة ضد الحكم الديكتاتوري (لكايتانو) . فقامت الحكومة البرتغالية الجديدة بمنح المستعمرات البرتغالية استقلالها بما فيها ساوتومي وبرينسيب. وتم نقل السلطة من المستعمر إلى حركة تحرير ساو تومي وبرينسيب (MLSTP) .
و أعلنت الحركة بعد الاستقلال عن اختيار زعيمها مانول بينتو رئيسا للجمهورية وبذلك حصلت البلاد على استقلاها رسمبا في 12 يوليو 1975. وفي عام 1990 تم اجراء تعديلات دستورية أضفت الصفة القانونية على الأحزاب السياسية المعارضة. أودت تلك التعديلات إلى انتخابات سنة 1991 اشتهرت بنزاهتها ،و فاز فيها (ميغيل تروفوادا) الذى كان يشغل منصب رئيس الوزراء السابق الذي كان بالمنفى منذ 1986 ،ثم عاد كمرشح مستقل وانتخب رئيسا للبلاد. بعد 4 سنوات من حكم ميغيل أى عام 1995 وقع اتقلاب عسكري اخرجه من الحكم لمدة أسبوع ولكنه عاد إلى الحكم بعد فشل الانقلاب .
ميغيل تروفوادا أعيد انتخابه في ساوتومى في ثاني انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب في سنة 1996.وفاز فيها على داكوستا.
و أجريت الانتخابات الرئاسية التالية في يوليو 2001. وفاز فيها المرشح المستقل المدعوم من حزب العمل الديمقراطي، فراديك دو مينيزيس، وانتخب في الجولة الأولى وتسلم مهامة الرئاسية في 3 سبتمبر2001 . صوت البرلمان بعدها على تعديلات دستورية تحد من صلاحيات الرئيس فى توقيع اتفاقات البترول فوقع خلاف بينهم و قام الرئيس بحل البرلمان فى يناير 2003 و اجراء انتخابات تشريعية مبكرة فى مارس 2003 وقد قام الميجور فرناندو بيرييرا بالانقلاب عقب انتخاب البرلمان الجديد و برر ذلك من أن عائدات النفط لا يتم تقسيمها بعدالة , و قام الجيش باعتقال رئيسة الوزراء «مارياداش نيفيل» والكثير من الوزراء في هذا الانقلاب .و لكن الرئيس فراديك و الذى كان خارج البلاد وقتها طالب المجتمع الدولى بالتدخل لافشال الانقلاب و صرح أن سبب الانقلاب صراع على النفط فى خليج غينيا .و بالفعل تم افشال الانقلاب و الوصول الى تسوية تقضى بعودة الرئيس الى منصبه مع عودة البرلمان الذى تم حله و عدم محاكمة الانقلابيين قضائيا و تشكيل حكومة جديدة , وبعد اسبوع من الضغوطات التى مورست من المجتمع الاقليمى و الدولى و المفاوضات تم اعادة الرئيس فراديك إلى الحكم .
في 30 يوليو 2006 أجريت الانتخابات الرئاسية التالية ، و فاز فيها الرئيس فراديك دو مينيزيس بسهولة بولاية ثانية مدتها خمس سنوات حيث حصل على 60% من الأصوات، بينما خسر منافسيه وكان ابزهم باتريس تروفوادا (ابن الرئيس السابق ميغيل تروفوادا) الذي حصل على 38.5% من الأصوات.
نظام الحكم فى الدولة
نظام الحكم في ساوتومي “رئاسى”، حيث يتم انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السرى المباشر لمدة خمس سنوات “و يمكن إعادة انتخابه لولاية ثانية”، والدستور يمنح السلطة العليا إلى البرلمان الذي يتكون من 55 عضوا يتم انتخابهم كل اربع سنوات، وتم عمل استفتاء عام واقرار الدستور الجديد الذي مهّد الطريق لقيام جمهورية ديمقراطية متعددة الأحزاب عام 1990، وتشكيل مجلس وزراء يعينهم الرئيس بناء على اقتراح من رئيس الوزراء.
فى 2016 فاز رئيس وزراء ساوتومي وبرنسيب السابق “إيفاريستو كارفاليو”، بالانتخابات الرئاسية وفقًا للنتائج الرسمية التي أعلنتها لجنة الانتخابات الوطنية وصرحت اللجنة إن “كارفاليو”، البالغ من العمر 75 عامًا، حصل على 42 ألفًا وثمانية أصوات، من إجمالي الأصوات البالغ عددهم 100 ألف صوت، فيما حصل منافسه الرئيس السابق “بينيتو دا كوستا” على 24 ألفًا 83 صوتًا.
وأشارت اللجنة إلى نسبة المشاركة في الانتخابات، بلغت 46% بعد استبعاد الصناديق التي تم العثور عليها فارغة وكانت نسبتها 18%.
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *