ما زال الطوارق محافظين علي لهجتهم تماشق وعلي كتابتها بحروفهم الخاصة . وقد درج المهتمون بالطوارق علي التأكيد بأن الجوار العربي في الشمال والجوار الإفريقي في الجنوب أدي إلي وجود شعب الطوارق الذي يجمع في دمائه أعراقا عربية وإفريقية
كتب: محمود مناع
هناك اعتقاد خاطئ في العالم العربي وبخاصة تلك الدول التي تقع في الشمال الإفريقي منه أن الطوارق ينسبون للقائد العربي المسلم الشهير طارق بن زياد لكونه من أصول بربرية ولكن التسمية يرجح أنها تأتي من تماشق أو تمازغ وتعني بلغة البربر الرجال الأحرار أما مفردة طوارق فهي تأتي من تارقة وهي منطقة فزان بجمهورية ليبيا حيث حط هؤلاء العرب وبدأت رحلة انتشارهم كدعاة للإسلام
وما زال الطوارق محافظين علي لهجتهم تماشق وعلي كتابتها بحروفهم الخاصة . وقد درج المهتمون بالطوارق علي التأكيد بأن الجوار العربي في الشمال والجوار الإفريقي في الجنوب أدي إلي وجود شعب الطوارق الذي يجمع في دمائه أعراقا عربية وإفريقية ، وفي رأيي أن مجتمع الطوارق الذي لم يعرف الإنغلاق يوما داخل حدود أو الإنتماء لدولة ما عاني هو الآخر من التقسيمات الإستعمارية التي قسمت أوتار القارة بالأساس أدي ذلك إلي انحسار حركتهم التي تمثل عماد الحياة عندهم فهو مجتمع الترحال والتجارة وقائم بالأساس علي الأسفار والترحال وللموضوعية أدي ذلك إلي تعرضهم لكل أشكال الإستبعاد والتهميش من قبل المستعمر والدول المركزية التي قامت علي واقع استعماري بالأساس وأقصد هنا الجزائر وموريتانيا وبوركينا فاسو (فولتا العليا) ليبيا والنيجر والنشأة تعني هنا الحدود السياسية والدولة بأركانها وكان هذا بداية التمرد وإن كان سابقا علي استقلال الدول الأفريقية في الغرب الأفريقي حيث بدأ التمرد منذ عام 1962 وحتي عام 2012 وفي كل مرة يكون القمع من الداخل وبمساعدات إقليمية ودولية مع التحفظ علي لفظ القمع لأنه قد يعني دلالات لا أقصدها ، ومع سقوط ليبيا والتوتر في مالي وبوركينا فاسو أصبحت الصحراء مأوي للحركات المسلحة والإرهابية في ذات الوقت ومنها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة أنصار الدين بزعامة إياد أخ غالي أضف إلي ذلك الحركة الوطنية لتحرير أزواد وهذه الحركة تحتاج للمزيد من التفصيل والتأصيل ربما يتم تناولها في مقال آخر.
نعود إلي أن الطوارق يعتبرون أنفسهم حبة الرمل في عين الزمن وعشقهم الأول والأخير الصحراء وسيطرتهم عليها يمثل حضارة في حد ذاتها منذ الإبل وحتي سيارات الدفع الرباعي ولمن لا يعرفهم فهم الرجال الزرق وأصحاب اللثام الذي يغطي الوجه والفم أحيانا غالبيتهم من المسلمين السنة سماتهم التسامح والطيبة يطلبون فقط العيش في سلام داخل الصحراء بعيدا عن سيطرة الدول المركزية سواء في مالي أو الجزائر أو النيجر وعاداتهم هي نفس عادات الأمازيج وتتشابه لغتهم معهم ومجتمعهم يقدر المرأة ولا يطلبون سوي المعيشة داخل هذه العادات التي تقادمت ويطلبون نصيبهم من الثروة والقصد هنا اليورانيوم الذي أكتشف ودمر بعض أراضيهم ومراعيهم وقد كانت الهجمة الإرهابية علي مدن كيدال وتمبكتو وغاوغاو هو البوق الذي تم به استدعاء القوي الدولية والإقليمية واستعادوا الأرض منهم ولم يبق لهم إلا الحلم الممتد عبر زمن طويل وهو الاستمرار في الصحراء والتمركز فيها وتطور ذلك الحلم ليصبح ذات جانب سياسي طالب به البعض بالاستقلال بالمدن الثلاثة في شمال مالي.
باقي أن نؤكد أن الإتحاد الأفريقي والأوروبي ساند مالي ضد ما أطلق عليه الإرهاب الإسلامي في مالي بعد الإنقلاب الذي حدث في مالي عام 2012 وفي النهاية فإن الطوارق يقولون عن أنفسهم الصحراء لا تنتهي وأنا كذلك فهل يتحقق هذا الحلم المستحيل؟؟
اترك تعليقاً
لن يتم نشر البريد الإلكتروني الخاص بك. الحقول المطلوبة مؤشرة بعلامة *